ربما لم تسمع من قًبل عن مصطلح التسوية البنكية قبل دخولك لمجال المال والأعمال، لذلك لابد من معرفة أن التسوية البنكية عبارة عن بيان مالي تُعده الشركات لمقارنة ومطابقة سجلات دفتر الأستاذ العام مع كشف حساب البنك الخاص بالشركة، ومن خلال تسوية البنكية تتأكد إذا ما كانت السجلات والأرصدة متطابقة أو هناك اختلاف.
فإذا كانت الأرصدة المٌدرجة في سجلات المؤسسة لا تتفق مع كشف حساب البنك، قد تساعدك التسوية البنكية في الوصول إلى المشكلة ومحاولة الكشف عن موضع الخطأ قدر الإمكان، وفي هذا المقال سنوضح خلال السطور القادمة ما هي التسوية البنكية وما هي أهميتها؟ وكيفية إعدادها.
ما هي التسوية البنكية؟
تٌعد التسوية البنكيه أداة محاسبية قوية لتحليل ومراقبة أرصدة الشركات المُدونة في السجلات، ومن ثم مقارنتها مع كشف الحساب البنكي للتعرف على مدى اتفاقهما معًا، وعادةٍ ما تتم هذه العملية عند ملاحظة اختلاف القيم المسجلة في السجلات والحسابات عن القيم الفعلية الموجودة بها.
والجدير بالذكر أن التسويات البنكية تساعد الشركات في فهم خط سير الأموال والمعاملات المالية بحساباتها، فضلًا عن دورها بصفة وثيقة رسمية عند إعداد تدقيق البيانات والمراجعات المالية الدورية.
وتساهم التسويات البنكية في الكشف عن أسباب وجود الاختلافات في الأرصدة، وعلى هذا تتمكن المؤسسة من تحديد النقدية المنفقة ومراجعة فقرات الإنفاق جيدًا؛ للتوصل إلى سبب عدم تطابق السجلات مع كشف حساب الشركة.
إعداد التسوية البنكية مع “مزيد”يمكن أن يساعدك برنامج “مزيد” المحاسبي في إعداد التسوية البنكية بطريقة احترافية وفي وقت قياسي، لأن بعض الخطوات تستغرق وقتًا أطول، خاصة إذا كانت الشركة تمتلك كشوف حسابات بنكية كبيرة. مع مزيد يمكن إنهاء المهمة بسهولة نظرًا لاستخدام البرامج التكنولوجيا الحديثة بالذكاء الاصطناعي، وهو إلى ذلك يضم باقة من أميز الخبرات المالية والمحاسبية في المملكة العربية السعودية، ولطلب الاستشارات المالية والإجراءات المحاسبية يمكنك التواصل مع معنا أو تحديد موعد يناسبك. |
أهمية التسوية البنكية
تكمن أهمية التسوية البنكيه في كونها أداة مهمة في تحليل ومراقبة العمليات المالية للأفراد والشركات في الوقت ذاته، وتتمثل أهمية التسويات البنكية في تلك النِّقَاط:
- مراقبة الأرصدة والتحقق من دِّقَّة البيانات المالية: يعمل كشف الحساب البنكي على ضمان دِقَّة البيانات المالية، عند مقارنة السجلات بالأرصدة الفعلية والتأكد من وجود اختلاف أو أن الأمور على ما يرام.
- تحديد التدفق النقدي: توفر التسوية البنكية رؤية مُبسطة حول النقد المتاح للشركة؛ لأن معرفة مقدار التدفق النقدي الداخل والخارج من المؤسسة يساهم بفاعلية في اتخاذ القرارات المالية السليمة وتحديد أولويات التكاليف المنفقة.
- تعزيز الثقة: عدم التأكد من صحة البيانات المالية أو اكتمالها؛ يترتب عليه اتخاذ القرارات الخاطئة التي قد تُكبد المؤسسة عواقب سيئة، فعلى سبيل المثال اتخاذ القرار بدفع تكاليف فاتورة لا تتمكن الشركة من تغطيها في الوقت الراهن، أو تفويت فرصة استثمارية تحقق أرباح طائلة بسعر زهيد.
- تحديد المشكلات ذات الصلة بالحسابات المدينة: تساهم تسوية البنكية في تحديد الأخطاء والمشاكل المتعلقة بالحسابات المدينة، ومحاولة معالجة الأمر، مثل اكتشاف فاتورة غير مدفوع وفي إمكان الشركة تسديدها.
- تجنب الأخطاء وكشف الاحتيال: تسلط التسوية البنكية الضوء على كشف حساب لكل عنصر بصورة منفصلة، مما يمكن الشركة من ضبط التلاعب واكتشاف الأخطاء وتداركها فورًا.
- الامتثال لمعايير المحاسبة: تعتبر التسويات البنكية في حد ذاتها ركن أساسي للامتثال القانوني وفقًا لمعايير المحاسبة المالية.
- تقييم وتحديد الاحتياجات المالية: تُبرز هذه النقطة أهمية التسويات المالية في التخطيط المالي المستقبلي دورها في اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
- إعداد وتقديم التقارير الدورية: يمثل كشف حساب وسيلة لإعداد التقارير الدورية التي تعرض على المستثمرين والإدارة المختصة داخل الشركة لتقييم الأداء المالي.
محتويات وعناصر مذكرة التسويات البنكية
تتضمن التسوية البنكية على مكونين أساسين، وبعض العناصر التي تتضمن المعلومات المالية، وتأتي محتويات نموذج مذكرة التسوية البنكية على ذلك النحو:
- رصيد كشف الحساب البنكي، ويتم تعديله بالعناصر والبنود الموجودة في سجلات ودفاتر الشركة ولا توجد في كشف الحساب البنكي.
- رصيد حسابات ودفاتر المؤسسة، ويتم تعديله بالعناصر والبنود الموجودة في كشف الحساب البنكي ولا توجد في سجلات ودفاتر الشركة.
المعلومات المالية:
- الرصيد الابتدائي: هو الرصيد المتاح بالحساب البنكي في بداية الفترة.
- الإيداعات: وهي المدفوعات التي يتم إيداعها في الحساب.
- المدفوعات وعمليات السحب: تشمل المدفوعات وعمليات السحب التي أجريت على الحساب.
- الفوائد: تتمثل في الفوائد المجنية والتي تمت إضافتها على الحساب.
- الرسوم والضرائب: يعبر عن قيمة المصاريف الإدارية التي يسحبها البنك من الحساب.
- التحويلات: يتم رصد التحركات المالية المتمثلة في تحويل الأرصدة من وإلى الحساب.
- الرصيد الختامي: هو القيمة الإجمالية للرصيد بعد الانتهاء من التعاملات في تلك الفترة.
أسباب عدم تطابق كشف الحساب البنكي مع سجلات الشركة
عادةٍ ما ترسل البنوك كشوف الحساب إلى الشركات أو مالك الحساب بصورة شهرية، ويُدون فيها كافة التعاملات وتحركات الأموال داخل الحساب طوال تلك المدة، بمعنى أخر يضيف البنك إجمالي الرصيد الافتتاحي السابق مع المعاملات التي تمت في أثناء هذه المدة لتوضيح الرصيد الختامي الجديد، وقد ترجع الاختلافات بين السجلات والأرصدة الفعلية في كشف الحساب إلى تلك الأمور:
- النقدية والشيكات الغير مسجلة.
- الشيكات مستحقة الدفع.
- المصاريف الإدارية مقابل الخِدْمَات البنكية.
- فوائد الأرباح.
- الشيكات المرتجعة.
خطوات إعداد التسوية البنكية
هناك مجموعة من الإجراءات المٌتعبة لإعداد التسوية البنكية بطريقة سليمة، وتأتي خطوات إعداد التسوية البنكية على ذلك النحو:
- أولًا لابد من مقارنة الرصيد المٌثبت في كشف الحساب البنكي مع الرصيد المُثبت في سجلات ودفاتر الشركة، لمعرفة وتحديد أوجه الاختلاف بين الأرصدة.
- ثانيًا راجع بدقة المعاملات المالية والبنود الخاصة بالإنفاق المدونة في كشف حساب البنكي مع تلك التي تمت فعليًا من حسابك، خاصة تلك المتعلقة بالفوائد والرسوم.
- ثالثًا راجع بدقة التدفق النقدي والمعاملات المالية المدونة في سجلات الشركة وتمت في الواقع، مع مراعاة الانتباه وملاحظة أدق التفاصيل لتمكن مع معرفة وتحديد أي تعامل تم التغافل عن تدوينه بالسجلات.
- رابعًا وأخيرًا عدل رصيد الحساب البنكي، لتتمكن من معرفة حدوث نقصان أو زيادة الرصيد في الأيام اللاحقة بعد إعداد التسوية البنكية.
الجدير بالذكر أن التسويات البنكية لها العديد من الفوائد التي تعود بالنفع على عدة جهات، ولهذا يستفيد منها الأشخاص والكيانات على حدٍ سواء، ويتمثل أبرز المستفيدين من التسوية البنكية في الفئات التالية:
- الشركات وكبرى المؤسسات: تساهم التسوية البنكية في تحديد وتقييم الوضع المادي للشركات والمؤسسات، وهذا يعني أنها تمكنهم من تحليل ومراقبة الأداء المالي بفاعلية، بالإضافة إلى دورها في تقييم السيولة.
- رؤساء الإدارة المالية والحسابية: تساعد التسوية المديرين ورؤساء الأقسام في تتبع ومراقبة الأداء المالي، والتأكد من خلو المعلومات المالية من الأخطاء كونها تعمل كأداة كشف للتعاملات المالية الخاصة بالمؤسسة.
- المحللين الماليين والمراجعين: تساعد تسوية البنكية تلك الفئات في تحليل الأداء المالي للشركة بسهولة، بفضل المعلومات والبيانات المالية اليومية التي توضحها التسوية.
- البنوك ومكاتب الخدمات: تعتبر التسوية البنكية أداة قوية للبنوك في كشف التعاملات المالية للعملاء.
- الهيئات الرقابية والضريبية: تستخدم التسوية البنكية كأداة للتحقق من الامتثال للمعايير المحاسبية بما يتوافق مع قانون الدولة والضرائب المستحقة.
- المستثمرين: حيث يستطيع المستثمر تقييم صحة المعاملات المالية من خلال فحص التسويات البنكية.
- التجار وملاك الأعمال الفردية: لأنها تُمكن هؤلاء الأشخاص من مراجعة ومراقبة الرصيد البنكي ومعرفة حركة الأموال بداخله.
هل التسوية البنكية لها موعد محدد؟
لا يشترط موعد محدد لإجراء التسوية البنكية، ولكن يفضل إعدادها في نهاية الفترات المحاسبية، سواء شهريًا أو ربع سنويًا أو حتى سنويًا وفقًا للنظام الذي تتبعه الشركة؛ لضمان دقة المعلومات والبيانات المالية المستخدمة في إعداد التقارير الخاصة بالأنشطة التجارية والقوائم المالية.
قيود التسوية البنكية
تمثل قيود التسوية البنكية نوع من القيود المحاسبية المستخدمة في نهاية الفترة المالية، كما أن قيود التسوية تُعد حجر الأساس في عملية إعداد القوائم المالية؛ كونها تستخدم كأداة لتحليل دقة وتعديل الأرصدة الحسابية، وتتفرع قيود التسوية إلى الأنواع التالية:
- تسوية المصروفات.
- مصروفات الاستهلاك.
- تسوية الإيرادات.
- المقدرات.